انطلق أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي ليجمع وثائق متنوعة من أوراق ثبوتية وسجلات رسمية ورسائل ومذكرات ويوميات ومخطوطات وخرائط وصور فوتوغرافية وأفلام وتسجيلات صوتية مهددة بالضياع أو التلف أو المصادرة. تمت رقمنة هذه المواد لتصبح متاحة على موقع إلكتروني مفتوح للمستخدمين داخل فلسطين وخارجها وباللغتين العربية والإنجليزية، وذلك للإضاءة على جوانب متعددة من الحياة والتاريخ والإرث الفلسطيني. يمكن للمتصفح أن يستكشف الأرشيف عن طريق المجموعات المختلفة التي قدمها المئات من الفلسطينيين للأرشيف لتحفظ للأجيال القادمة. كما يمكن تصفح الموقع عبر فئات تختصر الكثير من جوانب الحياة الفلسطينية كالثقافة والفنون والمقاومة والنضال والتهجير والشتات والحراك الاجتماعي والمؤسسي والحياة اليومية والتعليم والأنشطة اللامنهجية والمرأة وغيرها.

يضيء أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي على مسار يمتد لأكثر من قرنين من السرديّات الفلسطينيّة المنبثقة من منظور التاريخ الاجتماعي القاعدي التي جعلت أولويتها الإنسان الفلسطيني العادي الذي قد تهمله أو تقصيه عجلة التاريخ. كما يهدف المشروع أيضا للترويج لثقافة الحفظ والأرشفة الرقمية ورفع الوعي المتعلق بأهمية الأرشيفات وإمكانياتها غير المحدودة.

منذ نشأته، أسس مشروع الأرشيف شبكة علاقات مؤسسية مع شركاء محليين ودوليين مهتمين بالعمل الأرشيفي في فلسطين وسعى لبناء علاقة تشاركية واستراتيجية مع المجتمع المحلي، والمؤسسات الأخرى العاملة في مجال العمل الأرشيفي والبحث الأكاديمي. ارتبط ذلك كله بشكل وثيق بهيكلية المتحف الفلسطيني وبرامجه البحثية والمعرفية المتنوعة.

على مدى السنوات الماضية، قدم العديد من الأفراد والعائلات والمؤسسات الفلسطينية أرشيفاتهم لتكون بين يدي الفلسطينيين في الوطن والشتات ولتكون متاحة للمهتمين بالشأن الفلسطيني حول العالم ولجمهور الباحثين والفنانين الراغبين في توظيف أرشيف نوعي في أعمالهم الفنية والبحثية.

بدأ مشوار الارشيف الرقمي بمرحلته الأولى في 18 شباط 2018، ثم تلاها إطلاق المرحلة الثانية في 1 آذار 2021، ويهدف المشروع الآن للانطلاق بمرحلة ثالثة تكمل مسيرته وتوسع نطاقه الجغرافي وعلاقاته وشراكاته داخل فلسطين وخارجها.