0261.03.0088
"فوائد في التربية والتعليم"، لخليل السكاكيني

توثق هذه المادة الأرشيفية كتاب خليل السكاكيني المعنون بـ "فوائد في التربية والتعليم". يبتدأ بكتاب فوائد بساتين الأطفال إذ تملأ نفوس الأطفال سروراً، وتشغل أوقاتهم على غير ارهاق، ويتعلم فيها الطفل الطاعة والانتباه ودقة النظر واستعمال اليد. وفي سياق كهذا يرى السكاكيني أن المعلم الذي لا يؤمن بهذا الأسلوب، والذي يبالغ في الإيمان والتعويل عليه لا يصلحان لبساتين الأطفال. ومن الخطأ في نظر السكاكيني أن نخلق الصعوبات أمام الأطفال على اعتبار أنها تقويهم، كما لا يجوز أن تُزال كل الصعوبات. ويرفض السكاكيني فكرة التعلم لأجل التعلم، وإنما يرى أن يتم تمرين الأطفال على معالجة المسائل العملية في الحياة. لا يمرن البستان الأطفال على قوة التفكير بل يساعدهم على الاهتمام بالمنظورات والمحسوسات. والمجردات وغير المنظورات من عمل المعلم.  في كتاب القراءة يعرج السكاكيني على أهم الشروط التي يجب أن تراعى في كتب القراءة؛ وهي: أن يكون الطبع جيداً، وأن يكون الكتاب جذاباً بتضمينه صوراً، وأن يكون متدرجاً في الألفاظ الغريبة أو الصعبة أو الشاذة أو غير المألوفة. وأن يكون الجانب الأكبر من الدروس قصصاً ومحادثات تساعد على تغيير النغم وتمرن الطلاب على إحسان الإيقاع. وأن يكون في كل درس لفظتان أو ثلاث من الألفاظ الغريبة، وأن تكون القراءة في الفصول الإبتدائية غاية في نفسها، أما في الفصول العالية فتصبح القراءة وسيلة إلى غاية. اللغة المحكية وسيلة فضلى للأطفال دون العاشرة إذ أنهم يعقلون عن طريق الأذن؛ فمن المفيد تضمين الكتب بأشكال مختلفة من اللغة المحكية. كما يجب أن تراعي كتب القراءة أن الفكر قبل الكلمة والكلمة قبل الكتابة.  يشير السكاكيني بعد ذلك لضرورة أن يكون الكتاب مطبوعاً بحبر أسود على ورق أبيض غير مصقول، وأن يكون تجليده على طريقة تمكن الطالب من فتحه منبسطاً؛ لكي يتم تفادي كل آلام وأوجاع العيون والرقبة. ولكي نستولي على اللغة يجب أولاً أن نفهمها ثم نتلذذ بآدابها ثم نستعملها. والفهم سابق على الاستعمال.  في كتاب اللغة يسجل السكاكيني أن كل كلمة يخترعها البشر هي تسجيل لحقيقة أو فكرة، وهي تمثيل لانتصار جديد للمدنية، وتوسيع نطاق المفردات توسيع لمجال الفكر. وكل ما يساعد على ضبط الكلمات وترتيبها يساعد على ضبط الأفكار وترتيبها. ويؤكد السكاكيني على ضرورة تعلم اللغة والآداب كأنهما غايتان بحد ذاتهما. وفي رأيه أن اللغة ليست فقط أداة تفكير بل قد تكون أحياناً كثيرة عوضاً عنه.  وفي باب السؤالات؛ يعرج السكاكيني على أهم شروط الحوار؛ كأن يكون السؤال مفرغاً في قالب موجز ومجرد عن كل كلمة زائدة، وأن يكون محدوداً، وأن لا يكون الجواب عنه كلمة واحدة، وأن لا يكون مما لا يستطيع الطالب أن يجيب عنه، وأن يكون واضحاً بلة سهلة مفهومة. والحوار عند السكاكيني واسطة لاكتشاف المعرفة. وفي باب الإملاء، يقترح السكاكيني طريقة للإملاء تقوم على أن يقرأ المعلم القطعة كلها ليتعرف الطلاب بها إجمالاً، ثم يقرأها جملة جملة بلفظ واضح وإيقاع يقتضيه المعنى. كما يجب أن تكون القطعة مما قرأه الطلاب وألفوه. وإن كانت هناك ألفاظ صعبة فلتمل على اللوح أولاً. بعد الانتهاء من املاء القطعةكما سبق، يعيد المعلم قراءة القطعة كاملة، ثم يكلف الطلاب بأن يقابل كل منهم ما كتبه بما في الكتاب ليصلح نفسه.  وفي باب الذاكرة، يشير السكاكيني إلى وجود طريقتين لاستظهار شيء ما؛ إما بتكرار القول أمام الطلبة إلى أن يحفظوه، وإما أن تثير فيهم رغبة شديدة في حفظه. ونحن بحاجة نوعي الذاكرة؛ الحرفية التي تعي صوراً دقيقة تامة للمنظورات والمسموعات، والخلاصية التي تعي خلاصة عن معنى المنظور والمسموع. كان الاعتماد على الذاكرة كثيراً قبل اختراع الطابعة. وليس الغرض من الاستظهار مجرد الحفظ بل أن يتأثر الطلاب بما يستظهرون.  في باب الشعر، يرفع السكاكيني من أهمية الشعر إلى درجة جعله أداة تؤثر في العقل. وهو عنده ليس درساً في اللغة أو القواعد أو الإنشاء أو الملاحظة، بل هو وحي أدبي وعقلي. وليست المسألة عنده من يعلم الشعر بقدر ما هي متعلقة بأي نوع من الشعر وكم وكيف ومتى؟ والشعر يؤدي المعاني تلميحاً لا تصريحاً؛ لهذا يجب أن يكون التفسير قليلاً جداً؛ أي دع الشعر يترجم نفسه. بالشعر يتعلم الأطفال حب الطبيعة والوطن والاهل والإنسان والحيوان والاحترام والوفاء والشجاعة والفروسية.  في باب الفروض البيتية، يرى السكاكيني أن تتم في المدرسة للمرحلة الابتدائية لأنه من شأنها أن تقلل ساعات النوم والراحة للطالب. ثم ينتقل إلى ما يتضمنه عمل المفتش من مراقبة التعليم والإرشاد إلى أحسن الأساليب وأوضح الآراء، وأن يشترك في الإدارة، وأن يمتحن الطلاب، وأن يلقي دروساً صفية على الأساتذة.  وفي باب الأدب، يذكر السكاكيني أنواع الأدب؛ فمنه القديم والجديد والأدب الرائد والأدب العالمي. ولا يشجع السكاكيني أن نرفد كتب القراءة من الأدب القديم لأسباب: أن لغته أضيق من أن تسع مطالب الحياة، وأن روحه لا توافق روحنا، وأنه يدور حول الملوك والأمراء والعبيد والجواري. الأدب القديم في نظره يقسم العالم إلى عرب وعجم؛ إلى مؤمنين وكافرين، إلى سادة وموالي.  وفي باب اللغة العربية؛ يطرح السكاكيني رأيه القائل بأن علينا ألا ندرس العربية في دروس مخصوصة وإنما الأفضل أن تكون دراستها بالسمع والاستعمال. وإذا كانت العربية هي لغة التدريس؛ فإن كل معلم هو استاذ لغة عربية.  وفي باب درس الكلمات؛ يشير السكاكيني إلى أن التلاميذ في الصفوف الابتدائية يمرنون على تحليل الكلمات إلى أصواتها مما يساعد على إحسان اللفظ وسهولة القراءة، وفي الصفوف الوسطى يحللون الكلمات إلى أجزائها مما يساعد على استخراج المعنى. أما في درس المفردات؛ فيشير إلى الغرض من ورائها؛ فالغرض الأول أن تزيد مفردات التلميذ وأن تعطي معنى أتم للكلمات التي يمر بها في كتاب القراءة. والثاني أن يتمرن التلميذ على استخراج المعنى بنفسه. وفي باب لعبة التمثيل يطرح السكاكيني مجموعة جمل ويطلب من التلاميذ تمثيلها، من قبيل: قف جانب مكتبك وانظر من النافذة، اطرح قلمك على الأرض وانحنِ بسرعة لتلقطه. مثل ينتقل إلى باب ألغاز في الحيوانات أو (ما هو؟ ما هي؟) وفيه يطرح أربعة ألغاز.  وفي باب القواعد؛ يذكر السكاكيني أنه مرّ على القواعد دوران. دور القواعد والشواهد ثم دور القواعد دون الشواهد. ويتنبأ بالدور الثالث الذي يُقتصر فيه على الشواهد دون القواعد. والقواعد عنده تتناول بالأساس ثلاثة أشياء: تاريخ الألفاظ أو الفيليولوجيا، وقواعد في المنطق، وقواعد للاستعمال. والخطيئات أنواع عنده؛ اساءة الأداء، أو اساءة استعمال الألفاظ، أو تشويش في التركيب، أو غموض. وهذه كلها لا تشفى إلا بالاستعمال والتمرين.  وفي الباب المخصص عن ناظر المدرسة؛ يرى السكاكيني أنه يجب على ناظر المدرسة أن يكون قد مارس صناعة التعليم لمدة سنوات قبل أن يتولى هذا العمل؛ ويكون مسؤولاً عن سجل الحضور والغياب، ومكتبة المدرسة، والتقارير الطبية، وسجل القصاصات، والماكينات، ومقابلة الأهل بشأن أولادهم. وعليه أن يستنهض همم الأساتذة ويشوقهم للعمل. ثم يتابع السكاكيني بعد هذا الباب موضوعة الشعر؛ فيعرفه بأنه موزون مقفى يصور الأشياء ويعالج الحقائق. ويسرد رأي سقراط القائل بأن الشعراء لا ينظمون الشعر لأنهم حكماء بل لأنهم ملهمون. ثم يذكر أنه في عالم الأدب قوى ثلاث؛ قوة الخلق وقوة التلذذ وقوة النقد. وتمتاز قوة النقد بأنها مكتسبة تعود لأصول تُدرس وتطبق على عكس القوتين الاخريين. ولا أدب عند السكاكيني بلا إبلاغ؛ أي ليس مهماً أن تقول ما في نفسك بل أن تبلغ ما في نفسك إلى غيرك. والفرق بين العلم والأدب أن العلم يعرض علينا حقائق فيما لا يعرض الأدب أية حقائق.  ليس الأدب عند السكاكيني من أجل أن تعبر عن الفكر لأجل التعبير عنه. لكن الأدب عنده من أجل أن تعبر عن الفكر دعماً يلامس ذلك الفكر ويصحبه من بواعث وعواطف ووجدان وبداهة. أي أن يكون هناك إيماء. ثم يعرج على بعض التمارين الهامة لتعليم الألفباء، والأوزان، وتقطيع الكلمات، وتمارين آلات النطق. وبعد ذلك ينتقل السكاكيني لكتابه الجديد الأول؛ وفيه يذكر أن أسلوب الكلم يقوم على المبادئ الآتية: التعلم الذاتي، من الصورة إلى الكلمة، تؤخذ الكلمات بعضها عن بعض بصورها المجمل بقرينة الصورة أولاً وبلا قرينة ثانياً. التكرار، من الكلم إلى الحرف، القراءة والإملاء والخط معاً، بناء جمل من كلم وصور، النسخ، التمثيل. في باب القراءة؛ يعرض السكاكيني الغرض منها في أنه تعلم اللغة، وتعرف التلاميذ بالتراكيب، أنها تقدم لهم مُثلاً يحتذونها، ومن شأنها أيضاً أن توسع مداركهم ومعلوماتهم. ويرى السكاكيني أن يتعلم الطلاب القراءة الكثيرة في الوقت القليل. وسبب قراءتنا أقل مما يجب فيعود إلى اننا نبالغ في الإحكام والإتقان وتحليل كل جملة. وأما السبب وراء أننا نقرأ أقل فيعود إلى المبالغة في القراءة الجيدة البطيئة الشاقة. ثم يذكر المبادئ التي يجب أن تراعى في القراءة، وهي؛ استعداد الاستاذ، وأن يكون الدرس على قدر الوقت، وأن يجمع الألفاظ الغريبة، إعداد الصف للدرس، وإعداد عقول الطلبة لفهم الدرس من خلال إعطاء نبذة عن سياق الحادثة مثلاً أو القصيدة، إعداد عواطف الطلبة للتأثر بما يقرأون، القراءة الصامتة والقراءة الموضوعية والقراءة المجملة والقراءة العقلية. ثم يعرج على شروط القراءة الجيدة؛ من إحسان الإيقاع؛ ولا يحسن الطالب الإيقاع إلا اذا فهم ما يقرأ وتأثر به.  وفي باب الشعر يؤكد السكاكيني أنه لامتلاك ناصية اللغة فلا غنى حينها عن الشعر. والذاكرة نوعان؛ ذاكرة صورية، وذاكرة تعي خلاصة عن المنظورات والمسموعات. والشعر يوسع آفاق الطلاب؛ إذ ينقلهم من إلى ما وراء حدود حياتهم. وبالشعر يتم تعليم حب الوطن، والطبيعة، والأهل، والإنسان، والحيوان، والاحترام والوفاء، والشجاعة. ويساعد الشعر في تربية الذوق الأدبي، وفي التمرن على الإلقاء. وفي باب كيف نحيي اللغة؟ يعرج السكاكيني على مجموعة طرق؛ منها: القراءة بأنواعها، أن تُستعمل اللغة في الحديث، تحويل الكلام من حال إلى حال، التمثيل، تكرار استعمال ما يسمع أو يقرأ، معرفة استعمال القاموس.  أما في باب الإملاء؛ فيعرض مجموعة قواعد عامة تفيد الطالب في هذا المجال. منها قواعد الألف والهمزة. ثم يعرض الأصول التي يجب أن تتبع في الإملاء؛ من قبيل: قراءة القطعة كلها، كتابة الألفاظ الصعبة على اللوح، يصحح الطالب أغلاطه بنفسه.    

تاريخ إنشاء/إنتاج المادة

نوع

صورة

مكان

تفاصيل اضافية

صيغة

مصدر الوصف

عبدات، لجين وسمرعزريل. "مركز خليل السكاكيني الثقافي". جرد أرشيفي. 25 آب 2020. أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي.

الوضع المادي

medium

ساعدنا في تحسين المعلومات ، واقترح تغيير محتوى هذا العنصر

اقترح التغيير
0261.03.0088
"فوائد في التربية والتعليم"، لخليل السكاكيني